أزمة السولار والبنزين تخيم على محافظات مصر.. المزارعون يلجأون لبيع القمح "فريك أخضر" وعلفا للماشية.. وقطع للطرق بالإسماعيلية والغربية وكفر الشيخ.. وتكدس واشتباكات بالمنيا وشمال سيناء

 

 أزمة السولار

تصاعدت أزمة السولار فى محافظات مصر بشكل غير مسبوق، وباتت تهدد أحد أهم المحاصيل الإستراتيجية، وهو محصول القمح خاصة فى محافظة المنيا، حيث فشل المزارعون فى الحصول على السولار لتشغيل الآلات الزراعية لحصد القمح، فيما أدت الأزمة إلى قطع عدة طرق دولية.


فى المنيا لجأ مزارعو محصول القمح بالمنيا إلى بيعه أخضر للتجار (فريك) بمبلغ 8 آلاف جنيه للفدان، بسبب أزمة السولار التى تضرب المحافظة، وعدم قدرة المسئولين على توفيره لتشغيل الآلات الزراعية لحصاد محصول القمح.


وتقدم أحمد محمود رشوان، بشكوى إلى رئيس مجلس مدينة العدوة ومدير الإدارة الزراعية يطالبهم فيها بالإسراع فى وقف إعدام محصول القمح وبيعه "فريك" أخضر قبل إتمام نضجه، مؤكدا فى شكواه أن المزارعين فى بعض قرى العدوة مثل قرية البزقلون والمسيد يقومون فيها بقطع سنبله القمح ويترك العود فى الأرض حتى يقوم بحصاده وتصنيعه كعلف ماشيه.

وقد أكد المزارعون أنهم لجأوا لذلك بعد عجز الدولة توفير السولار، والذى سوف يؤدى إلى رفع أسعار الحصاد ودريس القمح، وقد يؤدى إلى الامتناع عن حصاده ما سوف يؤدى إلى خسائر فادحة للفلاح، خاصة أن الدولة كانت حددت سعر الشراء من الفلاح.

ومن ناحية أخرى تشهد المحافظة أزمة شديدة فى الوقود وتكدسا كبيرا للسيارات داخل المحطات، أملا فى الحصول على تمويل سياراتهم.
وفى الغربية تصاعدت حدة أزمة البنزين والسولار بصورة كبيرة واستمر النقص الشديد فى المواد البترولية التى يتم ضخها لمحطات الوقود حيث بلغ النقص فى كميات البنزين 80 الواردة للمحافظة 150 ألف لتر، ووصل إلى أكثر من 200 ألف لتر من السولار، وهو ما أصاب المحافظة بحالة من الشلل نتيجة لتوقف حركة السيارات أمام محطات الوقود لساعات طويلة فى انتظار التزود بالوقود فى الوقت الذى تشهد فيه العديد من المصانع نقص حاد فى السولار، ما أدى إلى توقف العمل بالعديد من المصابغ التى تقوم بصباغة الأقطان والغزول لمصانع النسيج، فى الوقت الذى قام فيه المزارعون وأصحاب الجرارات الزراعية باستخدام الجراكن فى محاولة للحصول على كميات من السولار لتشغيل المعدات والآلات الزراعية، بينما يقوم البعض الآخر بتخزين كميات كبيرة من السولار استعدادا لموسم حصاد القمح خشية عدم توفر السولار خلال الحصاد.

وقطع أهالى قرية الورق التابعة لمركز سيدى سالم طريق "كفر الشيخ – سيدى سالم" لرفضهم زيادة تعريفة الأجرة التى قررها السائقون على خط "الورق كفر الشيخ"، ومنعوا مرور السيارات التى تكدست على الطريق، واضطر السائقون إلى الاتجاه لطريق كفر الشيخ سيدى سالم من ناحية روينة، وأشعل الأهالى إطارات السيارات على الطريق لمنع مرور السيارات.

وتسببت مشكلة نقص الوقود المتواصلة فى كافة مدن شمال سيناء، اليوم، فى أزمات متلاحقة بين أوساط الأهالى فى المدن والقرى المختلفة.

وقال عدد من السائقين، إنهم يعانون من المشكلة التى لا حل لها إلا الانتظار بالساعات أمام محطات الوقود القليلة المتوفر بها الوقود.

وأشار كل من سامى محسن، وعليان سلامة، ومدحت الشريف إلى أن الانتظار على المحطات يتخلله مشاجرات بين السائقين، وبعضهم البعض ما يخلف مشاكل بين العائلات.

وقال سالم عبد العزيز، مزارع، نعيش أزمة خانقة فقد ارتفعت أجور نقل المنتجات الزراعية وما زلنا نعتمد على الوقود فى تشغيل طلمبات رفع المياه من الآبار.

من جانبه قال السيد محمود، وهو تاجر خضار بسوق العبور بالقاهرة، إنه يأتى إلى سيناء فى مثل هذا الموسم لجلب إنتاج "الكانتلوب"، و"الخوخ"، ويقوم باستئجار سيارات نقل إلا أن هذا الموسم الأمر مختلف فقد تضاعفت الأسعار، لذلك قررنا عدم استكمال هذا الموسم حتى لا تلاحقنا الخسائر.

وفى الإسماعيلية أغلقت الشاحنات الطريق الدولى بورسعيد القاهرة أمام مركز القنطرة، انتظارا للسولار، فيما نشبت مشاجرات فى عدد من المحطات جراء استمرار الأزمة.